تفسير الأحلام لابن سيرين واحد من الكتب الاكثر شيوعا لدى الراغبين في تفسير احلامهم في الوطن العربي خصوصا، ولكن هل سألت مرة نفسك
حول حقيقة هذا الكتاب ومؤلفه.
هو أبو بكر محمد ابن سيرين البصري، المولود في سنة 33
هجرية أثناء خلافة عثمان ابن عفان، والمتوفي سنة 110 هجرية، والذي عرف منذ سنوات
طويلة بأنه صاحب كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين، نظرا لقدراته في مجالات التفسير
والحديث والفقه والرؤى.
اشتهر ابن سيرين بغزارة العلم والفقه وشدة الورع، حيث
نشأ بين كثير من الصحابة وأهل العلم مثل أنس بن مالك وزيد ابن ثابت وعبد الله بن
الزبير وأبي هريرة وغيرهم,
عرف ابن سيرين بقدرته على تفسير الأحلام، الأمر الذي
زاده شهرة ومكانة، حيث كان يفسر أحلام للمقربين منه استنادا إلى القرآن والسنة،
واعتمادا على معرفته بشخصياتهم كذلك..
ويروىان ابن سيرين بعض المتاعب بسبب تفسيراته الجريئة
لأحلام الحكام، إلا أنه استمر في ذلك دون انقطاع سواء في المجالس الخاصة أو حتى في
الأسواق، عندما كان المارة يوقفونه أحيانا لتفسير أحلامهم.
ولكن هل هذا
يعني أنه ابن سيرين هو فعلا صاحب كتاب التفسير الأشهر لدى العرب والمسلمين؟
على الرغم من ثقة الكثير من القراء في مناطقنا العربية، بأن كتاب الاحلام الشهير يخص محمد ابن سيرين، إلا أن العلماء قد أجمعوا على عدم وجود ولو دليل واحد قاطع يثبت علاقة هذا الكتاب المعروف بالإمام والعلامة سالف الذكر.
هل
تعلم أن كتاب "تفسير الأحلام" المتداول ليس من تأليف ابن سيرين كما هو
شائع، إذ لم يذكر أن العالم المسلم الراحل ألف مثل هذا الكتاب، فمع كثرة ثناء
العلماء على ابن سيرين وفى تراجمهم له لم يذكر أحد منهم قط انه ألف كتابا لتفسير
الأحلام أبدا.
كما
أن كل من ترجموا له بلا استثناء خلال القرون الثلاثة الأولى من الهجرة لم يذكروا
إطلاقا أن لابن سيرين كتابا فى التعبير مع أنهم ذكروا براعته فيه .
وفى سيرة ابن سيرين التى وردت فى كتاب " تاريخ الأدب العربى - المجلد الأول - الجزء 4" تأليف فؤاد سزكين، ذكر الأخير أن ابن سيرين كان حجة فى تفسير الأحلام، غير أنه لا يوجد دليل على أنه هو من ألف تفسير الأحلام شخصيا.
هناك العديد من النظريات التي تحاول تفسير سبب وجود
الأحلام، بعضها يعتبر الاحلام غير مهمّةٍ وتمثّل مجرّد فعالية دماغية غير منطقيّة
خلال النوم، بينما تنظر إليها بعض النظريات الأخرى كضرورةٍ للصحّة العقلية
والنفسية للأشخاص.
يختلف علماء النفس حول الاحلام وطرق تفسيرها. فحسب فرويد
وانصاره تعتبر الأحلام طريقة اللاوعي واللاشعور في التعبير عن الرغبات. بينما يدعو
آخرون، مثل العالم كالفين هول، إلى
اعتبار الاحلام انعكاسًا لما نمر به في حياتنا خلال اليقظة.
فرويد ونظرية تفسير الاحلام
لكن رأي فرويد من خلال كتابه "تفسير الاحلام" هو
من نال شهرة واسعةٍ حتى اليوم. ويعتبر فرويد الحلم أحد وسائل تحقيق الرّغبات غير
الواعية أو غير الممكنة للحالم، يدّعي كذلك بأن الحلم الواضح والمنطقي ليس إلّا
تقنيعًا لمعنىً آخرَ خفيّ.
كارل يونج و تفسير الاحلام
يونج واحد من تلاميذ فرويد الذين خرجوا عن نهجه وتبنّوا
آراءَ مختلفةً وأحيانًا منافسة لأستاذهم. يتفق يونج مع فرويد فيما يخص تفسير
الاحلام و علم النفس بأن الأحلام تحتوي على معانٍ كامنةٍ وتأويلاتٍ، لكنّه وعلى
عكس فرويد، يعتقد بأن الأحلام هي وسيلةُ الحالم في تحقيق التوّازن بين اللاوعي
الخاص به والعالم الحقيقي، بدلًا من أن تكون وسيلته لتحقيق ما لا يمكن تحقيقه في
الواقع (وفقًا لاعتقاد فرويد).
هذا العالم خالف رأي رأيي يونج وفرويد على حد سواء، ويرى
بأن للأحلام معنىً كامنًا، بل اقترح نظريّةً جديدةً تعتبر الأحلام إسقاطًا مباشرًا
للأفكار التي ينسجها العقل خلال النّوم. وتتضمّن نظرية هول عدّة أفكار أساسيّة
تشكل مقاربة مغايرة لنظرية الترابط بين تفسير الاحلام و علم النفس وهي باختصار:
نظرة الفرد لذاته وقدراته الخاصة.
نظرة الفرد للآخرين وللأفراد المهمين من حوله.
نظرة الفرد للعالم والبيئة من حوله.
نظرة الفرد للدوافع والرغبات المكبوتة بداخله.
نظرة الفرد للمشاكل التي يواجهها في حياته.